السيسي يكشف لمقربين له حقيقة ترشحه للرئاسة

شخصية سياسية: الفريق قال إنه يشعر بالرضا كقائد حربى لأنه يقود معركة من أهم المعارك الحربية والاستراتيجية التى تخوضها مصر فى العصر الحديث

يكاد يكون الفريق أول عبدالفتاح السيسى هو اللاعب الأول الآن فى كل ما يجرى فى منطقة الشرق الأوسط، بل إن المتابع لما يتم إعداده عالميا من بحوث ودراسات وتقارير يدرك أن هذا الرجل سيكون محل اهتمام العالم لفترات طويلة، وذلك لأن طريقة ظهوره فى الساحة السياسية كانت مفاجأة برغم أنها كانت غير مستبعدة، لكن الشكل الصارخ الذى ظهر به أوصل رسالة إلى العالم بأن مصر دولة لا تنفع معها التوقعات ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بما سيدور فيها، وبعد أن تأكد الجميع من وجود السيسى كرقم صعب فى المعادلة السياسية العالمية، أصبح الشغل الشاغل الآن للعديد من الأطراف الداخلية والخارجية هو معرفة الإجابة عن هذا السؤال: هل سيترشح السيسى للرئاسة؟

العقيد أحمد على المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة لم يحسم الأمر حينما توجهت له جريدة «ديلى نيوز» بالسؤال حول إمكانية ترشح السيسى للرئاسة، خاصة أن شعبيته أصبحت عالية بعد الاستجابة إلى طلب الشعب بعزل الرئيس السابق محمد مرسى، فقال «على» إن السيسى لا يطمح السيسى فى أى مناصب سياسية، لأنه الآن جندى فى القوات المسلحة، لكنه طرح سؤالا افتراضيا ولم يقدم له إجابة قائلا: لكن ماذا سيحدث إذا تقاعد السيسى وقرر خوض الانتخابات الرئاسية؟ أليست هذه هى مبادئ الديمقراطية؟ أم سنلقى الاتهامات مرة أخرى حول رغبة المؤسسة العسكرية فى التحكم فى الموقف السياسى؟ ولا يستطيع أحد الجزم بأن ما قاله من تساؤلات هى التى تدور فى عقل السيسى، وإنما ربما عبر عن تساؤلات تطرحها الأوساط العسكرية، والتى ترى أنه من حق أحد أفرادها أن يترشح للرئاسة مثله مثل بقية أفراد الشعب، وترى أيضا أن المصريين حملوا المؤسسة العسكرية فوق طاقتها وأخذوها بذنب أحد أبنائها دون أن يكون للمؤسسة ككل ذنب فيما جرى فى عهد مبارك.

هنا كان لابد أن نصل إلى إجابة لهذا السؤال الشائك الذى يشغل بال المصريين والعرب والغرب على حد سواء، وفى ظل عدم ميل الفريق أول «السيسى» إلى إجراء الحوارات والمقابلات الصحفية كان السبيل الوحيد أمامنا هو استطلاع رأى بعض المقربين من «السيسى» فى هذا الشأن خاصة بعد أن تأكد العالم أجمع من أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى تعدى مرحلة تصاعد الشعبية وأصبح «ظاهرة» لافتة فى تاريخ مصر الحديث للدرجة التى جعلت كثيرين من أبناء الشعب المصرى يعتقدون أنه «خليفة» جمال عبدالناصر.

«لا لن يترشح للرئاسة» هكذا قال أحد العسكريين الذى رفض ذكر اسمه وكأنه غير راض عما يقول، شعرت أنه كان يود أن يقول «للأسف» فسألته، ولماذا تقولها هكذا بغير رضا فقال: لأن أى مواطن مصرى يحب هذا البلد يعرف تمام المعرفة أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى هو الأجدر بالمنصب، خاصة أنه يعلم ما يحاك ضد مصر من مؤامرات كما يعلم وضع مصر جيدا داخليا وخارجيا، وشعبيته الجارفة التى حظى بها فى أيام معدودة جعلت منه شخصية قوية فى المجتمع المصرى، ومن سمات الشخصية القوية أنها تكون قادرة على إجبار الجميع على التعاون معها وهذه الميزة أهم ما يجب أن تتوافر فى أى قائد أو رئيس، لكنه للأسف أكد أكثر من مرة أنه لن يترشح للرئاسة وأنه يفضل أن يكرس كل مجهوده الآن لتنمية القوات المسلحة وتطويرها وتحديثها.



شخصية سياسية كبيرة، رفضت هى الأخرى أن تذكر اسمها قالت بمزيد من الثقة إن الفريق أول عبدالفتاح السيسى أكد مرارا أنه لن يترشح للرئاسة وأنه لم يستجب للعديد من المقربين منه الذين يضغطون عليه ليترشح للرئاسة خاصة بعد «مليونية التفويض» التى نزل عشرات الملايين من الشعب المصرى فيها إلى الميادين بناء على دعوته بالنزول من أجل تفويض الجيش بمحاربة الإرهاب، وهو الأمر الذى جعل الجميع يضغطون عليه من أجل الاستجابة إلى ما أسمته هذه الشخصية السياسية بـ«المطلب الشعبى»، وأضافت هذه الشخصية السياسية أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى قال إنه يريد فقط أن يظل يقظا لمصر ومستقبلها وما يحاك ضدها من مؤامرات، وأنه لن يسمح لأحد بأن يقول ذات يوم أن جيش تحرك من أجل مصالح شخصية أو من أجل تعيين قائده رئيسا للبلاد، مؤكدا أن شرفه العسكرى أهم عنده من مناصب الدنيا وأن أى قائد عسكرى يحلم بأن يخوض معركة عظيمة ويعلن انتصاره فيها، وأن هذه المعركة الحالية التى تخوضها مصر من وجهة نظره من أهم المعارك الحربية والاستراتيجية التى تخوضها مصر فى العصر والحديث، وعلى أساسها سيتحدد تاريخ المنطقة العربية بأكملها، وسيكتب تاريخ جديد لمصر والشرق الأوسط، مؤكدا أنه يشعر بالرضا كجندى مصرى يقود هذه المعركة المصيرية.