قالت الإعلامية نوران سلام، إن تعاقدها مع قناة الحياة لا يتضمن تقديمها برنامجا محددا، موضحة أن التعاقد ينص على انضمامها إلى فريق عمل القناة بشكل عام، مشيرة في حوارها مع «المصري اليوم»، إلى أنها تركت العمل بقناة «الجزيرة»، بعد شعورها بأنها تعمل بشكل غير حيادي تجاه ما يحدث في مصر، لافتة إلى أن الحجاب لم يعق مسيرتها الإعلامية، وإلى نص الحوار.
■ ما اسم برنامجك الذي ستقدمينه على قناة «الحياة» ومتى ستبدأين الظهور على الشاشة؟
- سأبدأ خلال يناير المقبل، ولا يوجد برنامج محدد سأقدمه، لأن تعاقدي مع «الحياة» هو تعاقد للانضمام إلى فريق عمل القناة، وليس لتقديم برنامج محدد، وسأبدأ بتغطية الاستفتاء على الدستور يومي 14 و15 يناير. والحقيقة أنني كنت أتابع «الحياة» قبل الانضمام إليها، وأعتبرها قناة مهمة.
■ ولماذا قررت مغادرة قناة «الجزيرة» في 3 يوليو الماضي؟
- عملت مع قناة «الجزيرة» لمدة 3 أعوام ونصف، ولي معهم ذكريات جميلة وتعلمت منهم الكثير، ولا أحب الخوض في تفاصيل مغادرتي لهم، وكل ما يمكنني قوله إنني اشتقت لإعلام بلدي، بعد أن شعرت بعدم الارتياح تجاه السياسة الإعلامية للجزيرة فيما يتعلق بمصر، واتخذت قراري في يوليو الماضي تحديدًا بعد اكتشافي أن الحياد الإعلامي أكذوبة كبرى، وغير موجود حتى في BBC نفسها التي عملت بها لمدة 10 سنوات، وأعتقد أن كل إعلامي عليه أن يكون صريحًا مع نفسه، ويعترف بأن كل قناة أو جريدة لها هدف، ويكمن الاحتراف في أن يحقق الإعلامي هدف مؤسسته بمهنية شديدة، وما أقوله معروف لكل الإعلاميين، أما إذا تحدثنا عن قناة «الجزيرة» تحديدًا فهي لا تقدس المهنية.
■ ما رأيك في دور الإعلام المصري الآن؟
- هناك حالة من الاستقطاب في الشارع المصري بسبب تبني الإعلام وجهة نظر واحدة دون الأخرى، ومن المفترض ألا يأخذ الإعلامي رأيا دون الآخر، ومن غير المفترض أن تكون الأسئلة موجهة أو إيحائية لتوصيل رسالة محددة، فهذه الطريقة فشلت في عدة دول، وأرى أن الأفضل تعلم المهنية، إلا أن هذا لا يعني عدم وجود إعلاميين محترفين في مصر أتابعهم منهم شريف عامر، ويسري فودة، ولبنى عسل، ومعتز الدمرداش.
■ كيف كنت تحمين نفسك أثناء تغطيتك أحداثا كبيرة مثل حرب العراق أو حرب إسرائيل وحزب الله؟
- الحماية مهمة المؤسسة الإعلامية التي أعمل بها، والحقيقة أن مؤسسة BBC تقوم بتدريب عال جدًا لصحفييها ومراسليها للتعامل مع أماكن الخطر، وتقوم بتجديد هذا التدريب كل عامين لأن أماكن الخطر تتغير، وبالتالي تتغير التدريبات أيضًا، وأحب توضيح نقطة مهمة جدًا، وهي أن هذه المؤسسات لا تفعل ذلك بدافع أخلاقي إنما بالاتفاق مع شركات التأمين، لأن الصحفي الذي يحصل على هذه التدريبات لا يحق له المطالبة بتعويض حال إصابته بضرر.
■ من المسؤول عن حماية الإعلاميين والصحفيين في مصر في رأيك؟
- يجب أن يكون لنقابة الصحفيين دور في ذلك، خاصة أن القاهرة أصبحت مصنفة عالميًا كإحدى البؤر الخطرة، لذلك لم تعد المؤسسات الإعلامية الكبرى ترسل صحفييها إلى القاهرة إلا بعد تدريبات مكثفة.
■ هل تسبب لك حجابك في مشكلة خلال مشوارك المهني خارج مصر وتحديدًا في أوروبا؟
- حدثت مشكلة فعلًا بعد أن ظهرت بالحجاب على شاشة BBC، والغريب أن المشكلة جاءت من مصر عندما اتهمني أحد الكتاب بأنني رجعية، وأن BBC ترعى الإرهاب والتطرف الإسلامي، وكان ذلك في عهد حسني مبارك، الذي كان يمنع ظهور أي مذيعة بالحجاب، رغم أن بريطانيا كانت تسمح بذلك، وربما كان الانتقاد الصحفي الصادر من مصر هو رد الفعل السلبي الوحيد بعد ظهوري بالحجاب، إلا أنني تجاوزت ذلك وركزت على المهنية ونجحت، وكانت BBC تخصص لي موظفة كمسؤولة إعلامية للرد على أي انتقادات محتملة من وسائل الإعلام اليمينية في لندن مثل صحيفة ديلي ميل وغيرها، لكن لم تحدث أي هجمات من تلك الصحف.