هااااااااام من محمد بديع مرشد الاخوان و رساله هامه

مرشد الإخوان: أطالب المصريين بعدم تلقي شائعات "الفضائيات" بألسنتهم فتصبح أبواقا لهم
وصف الدكتور محمد بديع، مرشد الاخوان المسلمين، الفترة التي تمر بها مصر حاليا بأنها عصيبة وامتحانًا عسيرًا شاقًّا وفتنًا تكاد تعصف بالأخضر واليابس.
وأكد في رسالته الأسبوعية أن من سنن الله سبحانه في خلقه أن ينزل بهم البلاء والفتن ليُعلم معادن الرجال وليظهر المؤمن من المنافق والصادق من الكاذب والطَّيِّب من الخبيث.
وعن أسباب الفتن تكلم المرشد وقال: "إن من أهم أسباب الفتن التي تحيط بنا تكمن في ضعف الإيمان وضياع العلم، وانتشار الجَّهل، وذيوع الشُّح، وزيادة الأطماع وإعجاب كل ذِي رأي برأيه، وكثرة الضغائن والأحقاد وكلّها يُفضي بعضها إلى بعض؛ لتصل بالأمة إلى التفرُّق والتَّمزُّق المؤدي إلى الصراع والقتل وضياع منظومة القيم والأخلاق، وانقلاب الموازين.
وحذر المرشد من خطورة الفتن، ووصفها بأنها تتجلَّى في أنها حين تنزل لا تُميِّز بين من أَشْعَلها ومن لم يُشْعِلها، ولكنها نارٌ تحرق وتَكْوي الجميع، وشررها يتطاير فيصيب الناس كافة، كما أنها تُنْزِل الخراب والتدمير في الدِّيار، وتُهْلِك الحرث والنسل.
وعدد المرشد عدة طرق للتخلص من شر الفتن منها، الإيمان بالله والتوكل عليه التمسك بالقرآن الكريم والسُّنَّة النبويةوالتحقق بتقوى الله عز وجل، حيث تشيع بيننا رُوحُ المَوَدَّة، والرَّحْمَة بالتقوى والبعد عن الفتن وعدم المشاركة فيها والحذر من الشائعات، موضحا : "التَّثَبُّت مما يقال والحذر كل الحذر من الشائعات التي يُطيِّرها أفراد وجماعات ومؤسسات شغلها الشاغل إطلاق الشائعات ونثرها في الفضائيات، لنشر الفتن، وزرع الخلاف وبثِّ الأحقاد وإيغارِ الصُّدور وتفريق الأمة وتسعير الحروب بينها فتذهب قوتنا.
وأضاف بديع أن ما يزيد من خطورة الشائعات في عصرنا كثرة الفضائيات التي يجري بعضها وراء الأخبار بدون تدقيق، حيث ان الشائعات غالبًا ما تكون مثيرة للفضول ويتم التكرار حتى يتصوَّر الناس أنها حقائق واقعة، مطالبا المصريون ألا يتلقوا تلك الشائعات بألسنتهم فتصير أبواقًا لهم وإنما لا يتكلَّم بها ولا يخوضون فيها إلا بعد التثبُّت والتَّبيُّن.
كما طالب بديع الشعب المصري بالمبادرة بالأعمال النافعة، حيث إنّ بناء الأمة ونهضتها لا يكون بالجدل والأقوال، وإنما يكون بالأعمال والْفِعَال التي تبني ولا تهدم، وتَجْمع ولا تُفرِّق، فإنها سبيل النجاة في الدنيا والفوز والنَّعيم في الآخرة، كذلك الإكثار من الدعاء ومع الأخذ بكل الأسباب السابقة فإن من أهمِّ أسباب النجاة من الفتن التعوذ بالله تعالى منها.
ووصف بديع ما يجري في كثيرٍ من بلاد المسلمين بأنه ليس إلا سلسلة من المكر السيئ، والكيد العظيم، من أكابر المجرمين الذين لا يريدون للأمة رُقِيًّا ولا نَهْضةً، ويأبون إلا أن تظلَّ الأمة الإسلامية ذليلةً لا عِزَّة لها-على حد وصفه.
وناشد الشرفاء والوطنيين قائلا:" احرصوا على بلدكم ومؤسساتكم وحقوق مواطنيكم المادية والمعنوية، وإلا فإن حساب الله تعالى عسير وأثر الفساد والإفساد سيحيق بالجميع".
و حرص المرشد على طمأنة المصريين في رسالته حيث توجه بالحديث قائلا:"إن الثِّقَة بالله سبحانه، واليقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين تعمِّق الأمل في نفوس المؤمنين، وتدفعُ اليأس والقنوط عنها، خاصة حين تشاهد ما عليه حال المسلمين من الضعف والتمزُّق والتَّشتُّت والتفرق، وتسلُّط أعدائهم عليهم، ونكايتهم بهم – ضعفت بعض النفوس وأَيِسَت من نصر الله تعالى، وظُنَّ بالله الظنون وإن الحديث والبيان التام لتلك الفتن؛ ليكون المؤمن على حذرٍ منها فلا يقع فيها؛ وليحتاط وليأخذ عُدَّتَه لمواجهتها لو قابلته.. "مخافةَ أنْ يُدْرِكَني".
وأضاف بديع: "إن المسلم وهو في اختبارات مستمرَّة من المحن والفتن والابتلاءات يكون على يقينٍ تامٍّ أن الله تعالى قد كتب النَّصْر في الأزل، وسبقت كلمته بأن العاقبة للتقوى وللمتقين، وأن جُنْدَه هم الغالبون، وهم المنصورون، وأنَّ الأرض يرثها عباده الصالحون؟"
المصدر:صدي البلد